السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب"
. وفي حديث آخر:
"فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه، وفرّغ قلبه لله تعالى، انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ".
لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة. والله إنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى. إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية. المهم قررت من اليوم أن أجمع قلبي أثناء عملية الوضوء وأنا اغسل أعضائي إن شاء الله و سأعمل على تجديد الوضوء حتى لو كنت على وضوء. بل هذا مدعاة لي أن تتوضأ كلما خرجت من بيتي لأواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية. والله إني أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو، كأن هذه الأحاديث رسمت لي طريقا جديداً في الحياة، ما كان يخطر لي على بال، وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري. يا لله.. كم من سنوات ضاعت من حياتي، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة. يا حسرة على العباد...لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم، لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا ًوصقلا ًواضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم بهذا النور الخالص. في الختام اسأل الله أن تعم الفائدة للجميع. حسبي الله ونعم الوكيل. و الصلاة والسلام على معلم الأمة و الإنسانية جمعاء و على آله الكرام و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين