هناك خطأ كبير منتشر بين الناس
والصحيح أنه لا علاقة بين بداية السنة الهجرية وبين الهجرة
فأولاً : هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرم :
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحى لاثني عشرة ليلة خلت من ربيع الأول
حيث قال ابن سعدعن محمد بن عمر عن أبي بكر أبي سبرة وغيره قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربّه أن يريه الجنّة والنّار فلمّا كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً (يعني في شهر ربيع الأول)
قال ابن كثير : حدثنا روح بن عبادة عن عمرو بن دينار قال: إن أول من أورخ الكتب على بن أمية باليمن وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في ربيع الأول وأن الناس أرخوا لأول السنة هاجر فيها
ثانيًا : بداية التأريخ :
قال محمد بن سيرين: قام رجل إلى عمر فقال: أرّخوا
فقال عمر: ما أرّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا
فقال عمر: حسن فأرّخوا فاتفقوا على الهجرة
ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فأجمعوا عليه
فالصحابة حين أرخوا اعتمدوا سنة الهجرة كبداية ولم يعتمدوا الشهر أو اليوم الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كما يفهم اناس كثر اليوم
ثم اختار الصحابة بعد ذلك المحرم كبداية للسنة لأنه بعد انتهاء موسم الحج
ولم يكن هناك علاقة بين شهر الهجرة وتحديد شهر المحرم كبداية
وتلك الهجرة كانت الهجرة الكبرى
التي أذن الله فيها لنبيه بتحقيقها وأراه موضعها إلى المدينة المنورة فاتخد الرسول صلى الله عليه و سلم لها أسبابها واختار فيها الرفيق والدليل الخبير وأمن مصدر الزاد والأخبار والمتابعة
ورد الأمانات إلى أصحابها وواجه طغيان المشركين بتدبير محكم ومضى في طريق هجرته ومعه الصديق أبو بكر
وفشلت محاولات المشركين في تتبعه وإعادته وتجلت عناية الله في الطريق
وشهدت بذلك أم معبد كما شهد سراقة حتى وصل إلى المدينة المنورة فاستقبل بفرح المؤمنين وأقام مسجدا وحمل فيه الحجارة مع أصحابه
وآخى بين المهاجرين والأنصار
ووضع ميثاقا عظيما لتنظيم العلاقة بين المقيمين من المهاجرين والأنصار واليهود في المدينة المنورة
وظهرت آثار الهجرة في مغالات التأسيس للدولة والأمة
وسميت المدينة بدار الهجرة وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التي بلغها الإسلام تقوية للدولة
إلى أن قال النبى بعد فتح مكة : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا
وبقي معنى الهجرة في هجر ما نهى الله عنه
حيث اصبح لها معان عميقة في الوجدان والعقيدة
إذ تفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله
بالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام
وبذلك تعد الحد الفاصل بين عوائد المجتمع الجاهلي ونظامه وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة
ولذلك كله بدأ التأريخ الهجري أو (تقويم هجري) عند المسلمين انطلاقا من سنة الهجرة النبوية من مكة إلى يثرب التي أصبحت بعد ذلك تسمى المدينة
ولكنها ليست كغيرها
بل
هى
المدينة المنورة
وما حوى الغار من خير ومن كــرم ***** وكل طرفٍ من الكفار عنه عم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما ***** وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنــوا الحمــــام وظنــــوا العنكبوت ***** على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقايــــة الله أغنـت عــن مضــــاعفةٍ ***** من الدروع وعن عالٍ من الأطُم
****** مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم ******