هل تعتذر عندما تخطئ في حق الاخرين
كم هو جميل عندما نخطئ في حق الاخرين ونجرحهم ان نعتذر ونتسامح منهم ان كلمات مثل ( اسف – ارجو ان تسامحني ) بمثابة رسائل تحمل كثيرا من الاعتراف بالمسئولية تجاه أي تصرف غير مقصود يصدر من أي شخص، والاعتذار خطوة ضرورية لتصحيح وتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الآخرين وعدم ترك المجال لأية ضغينة بينهم، وهو فن له قواعده، و مهارة اجتماعية يجب أن نتعلمها، فالشخص القادر على الاعتذار هو شخص قوي الشخصية، ولديه ثقة بالنفس، وقدرة على مواجهة المواقف الصعبة، ويتميز فكره بالحكمة والاتزان. عندما نخطيء لانبادر بالبحث عن أسلوب للإعتذار بل نبحث عن أعذار لاخطاءنا لنبرر لأنفسنا ولمن حولنا بأننا لايجب علينا أن نعتذر وكأن الإعتذار يفقدنا شيء من قدرنا .
ماأسهل أن نخطيء بحق الأخرين وماأسهل أن نجرح مشاعرهم ولكننا نرى أن الإعتذار صعب علينا وعلى أنفسنا متى نتعلم بأننا مسؤولون عن تصرفاتنا
وأن أخطاءنا لن يصلحها سوانا.
الإعتذار أسلوب وفن يوثق العلاقات ويصفي القلوب
ويحفظ للنفوس احترامها ماأروع أن نتعلم هذا الفن
فهناك الكثير حولنا أهم من أن نخسرهم
لخلاف بسيط كان بأمكاننا إزالته بإعتذار بسيط
جميل أن نعيش بالقرب ممن نحب
وأن لاتحرمنا تصرفاتنا يوماً منهم
وعلى الرغم من كون ثقافة الاعتذار مطلب ضروري يجب علينا تعلمه بل وتعليمه لأبنائنا، فهو بمثابة إحياء لبعض القيم والاعتبارات التي عرفتها مجتمعاتنا قديما ، إلا أن هناك من يرفضها معتبرا إياها ثقافة مستوردة من الحضارة الغربية ، ستجعل مجتمعاتنا ضعيفة مستسلمة للآخرين.
و السؤال الذي يطرح نفسه هل كل إنسان لديه القدرة على الاعتذار؟ وكيف تبادر بالاعتذار او هل تتنازل بالاعتذا للطرف الاخر عندما تخطئ في حقه؟ وهل هذا الاعتذار يقلل من شانك ؟
في الحقيقة ليس كل إنسان قادر على الاعتذار، فالكثير منا ينظر إلى الشخص الذي يعتذر على أنه ضعيف الشخصية، ومهان، وذليل يستجدي العفو والغفران، لتصبح كلمة " لن أعتذر "هي أسهل كلمة ينطقها اللسان خوفا من الاتهام بالضعف والانكسار، دون أن نعي مدى تأثيرها السلبي على حياتنا.
و القدرة على الاعتذار أحد الفنون البشرية التي لا يتمتع بها الكثيرون، فهذه المقدرة تتطلب علماً وثقافة وأدباً وفكراً سديداً، وهي قيمة عالية من قيم الإنسان الراقي المثقف، فالاعتذار هو انتصار على النفس الأمارة بالسوء والتي تأمر صاحبها بالتعالي وعدم الاعتراف بالخطأ،
ولكي نستطيع تحقيق الهدف المنشود من الاعتذار وهو التسامح يجب علينا أولا، الانتظار حتى يهدأ من نخطيء في حقه، واختيار الوقت والمكان المناسب لتقديم الاعتذار، واختيار طرق مبتكرة لتقديم الاعتذار، وأخيرا ممارسة العلاقة بشكل طبيعي بيننا وبين من أخطأنا في حقه، كأن نقوم بتبادل الزيارات.
ولما له من فانه للاعتذار المفتاح السحري لقلوب الناس، والطريق الأمثل لتكوين المزيد من العلاقات الإنسانية. من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فليتعلم فن الاعتذار.
قد أخطئ أنا أو تخطئ أنت وقد نتقاسم الأخطاء ولكن خيرنا من يبدأ بالسلام .
رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطا يحتمل الصواب
دمتم سالمين ومتحابين