إستيقظت اليوم صباحَا .. ووقفت فى شرفتى .. فوجدت السماء .. تنثر أمطارها فى كل مكان أنظر إليه .. ولكنها كانت أمطار مميزة .. ذو عطر غامض .. ساحر .. يسلب معه القلوب ؟! فاندهشت كثيراً .. وشعرت لحظتها .. أن وراء هذه الأمطار سراً كبيراً ؟! لا تعرفه إلا السماء .. ولا تريد أن تبوح لى بسرها .. حتى تجذب أنظارى .. وتسلب منى روحى .. وتثير عيونى لترى ضحكاتى !!
ولكنى قررت أن أبحث وراءها .. وأكتشف سرها العجيب ؟!!!!!
فنظرت إليها ورجوتها أن تجيب نداءات قلبى .. وصرخات روحى .. ولكنها لم تجيبنى !!
بل زادت فى عنادها .. وأكثرت من أمطارها .. فشعرت أنها تريد أن تخبرنى ربما عن معجزة أو صدفه .. أو مفاجأه .. ولكنها تريدنى أن أكتشفها بمفردى ؟! حتى أستحق جائزة السماء ؟!
فشعرت أن قلبى وعقلى .. وروحى وعينى .. وكل كيانى .. وجدوا توقعات لحيرتى ؟! ولكنهم إشتركوا مع الأمطار ليزيدوا من حيرتى !!
فجلست على مقعدى .. وأغمضت عيناى .. وتأملت كل حياتى .. فوجدت شريط عمرى يمر أمامى كسرعه البرق .. فوجدت أمامى إمرآه .. تشبهنى كثيراً .. نفس الملامح والروح .. لديها نفس القلب الخالى .. والعقل الشارد .. نفس الوحده .. ونفس الحياة اليوميه !! فأقتربت منها ونظرت فى عينها .. فأدركت أن هذه المرآه .. هى أنــــا !
ففتحت عينى .. فوجدت الأمطار مازالت تنهمر . أكثر من قبل .. فأدركت إنها تبلغنى رساله محدده ؟!
فوجدت نبضات قلبى تزداد .. قوة مع كل قطره مطر .. وعينى تنهمر دموعها كأنها هى المطر ؟!
فشعرت أن السماء ستحقق لى .. كل أحلامى التى لم تكتمل بعد ؟! أو ستكافأنى أخيراً على صبرى ..
على طول وحدتى .. وربما حبى يكون مفاجأه هذا العام ؟!
وفى لحظتها أخذنى الحنين .. وإستيقظت كل المشاعر الجميله التى بداخلى .. ووجدت روحى تهرب منى ..
وتطير كالفراشة فى الطرقات .. ووجدتنى أضحك بأعلى صوتى تحت المطر .. وأجرى وأطير .. وكأنى عصفورة صغيرة .. أول مره فى حياتها ترفرف بجناحيها وتطير بهما فى السماء !!
فقد كانت حقاً ليله مثيره .. بأمطارها الساحرة .. فلقد دق قلبى .. نعم لقد دق . . وعزف لى لحن ساحر جميل ..
جعلنى أطير وأتراقص .. وأتمايل معه بكل دلال ورقه J
فلقد أدركت أخيراً سر أمطار السماء لى .. ولحظتها شكرت سمائى على أجمل وأروع .. هديه سترسلها لى
قريباً لا محاله .. فأنا فى إنتظار لحظه ميلادى فى هذا العالم من جديد .. لحظه إحياء قلب إمرآه فى عام جديد!!