بداية للذين يتشدقون ويتسفهون فى الدين أتحدى اياهم ان يأتوا لنا بأية من القرأن يقولون أن تهنئة من كان نصرانيا او يهوديا بعيده او حتى حديث نبوى صريح ينهانا عن من هم من اهل الرسالات السماوية بتهنئتهم اعيادهم
لا يوجد هناك نص قرآنى وانا اعلم جيدا ومن يحفظون كتاب الله يعلمون ذلك أيضا
*** إذا وأنا اتحدث اليوم لا اتحدث مثلما يفعل الجاهلون اومن هم اتباع التشدد والتظاهر والمزايدة على حب الدين والدعوة له بل هم دعاة الى تنفير الناس من الدين بما يفتون بغير علم ولا اجتهاد ولا حتى عقل
بل جهالة جهلاء وضلالة عمياء
*** اتحدث اليوم على بينة ودلائل وبراهين وتفقه فى الدين
يأتى الحق تبارك وتعالى فيقول لنا يا معشر المسلمين (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )
إذن فادناها ان نردها ومن يريد ان يحسن فليحسن
فعندما يكون احد جيرانى قبطى وقد هنئنى بالعيدين الاسلاميين
فالذى هو علينا اما بردها عليه بتحية مثلما حيانا او باحسن منها
واعلم ان هناك من يتشدق بقوله حرام وخالفوهم ومثل هذه السفاهات
فأقول له تفقه فى دينك انت لم تهنئه بدينه ولا هو يهنئنك بدينك وذلك امر بديهى
فهو لم يقل لى الف مبروك انك مسلم او انا لم اقل له الف مبروك انك مسيحى
اذن فهو يهنئنى بيوم عيد ولو لم يكن يرضى عن معتقدى
كذلك عندما اهنئه بعيد لا يعنى اننى راضى عن معتقده
أهنئه بالحدث نفسه بيوم هو ارتضاه ان يكون فرحه له و لبيته واسرته
إذا قضية التهنئة لها اصل فى الفقه بان ليس هناك نص مانع وطالما لا يوجد نص مانع فالاصل فى الاشياء الاباحة
وهذا ليس تعاونا على الاثم كما افتى البعض واقول له انك ما تتبع الا الظن
ثم لا يعنى الخلاف فى المعتقد ان يصل إلى حد الشقاق والصراع والقطيعة
فرغم الخلاف العقدى بين المسلمين واهل الكتاب الا ان الله وثق العلاقات الاجتماعية بيننا
**** ونجدها جلية فى قوله تعالى (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )
**** ثم يأتى فيوتد العلاقات اكثر من ذلك ليصل بها الى ذروة الروابط الاجتماعية تمسكا وقدسية
عندما يقول الحق تعالى (والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين )
اى إنها قد تكون زوجة تربطك بها رابطة مقدسة و هى اسمى العلاقات الانسانية الزواج
فلا تحول بين زوجتك وبين اهلها فى الود والاتصال ولا حتى بينها وبين طقوس معتقدها
فأذا كان الاسلام أذن بالروابط الاجتماعية بيننا وبين غيرنا من اصحاب الرسالات الاخرى إلى هذا الحد
فهل عبارة كل سنة وانت طيب هى التى ستكون محرمة
***** ثم انتقل بكم الى اخر البراهين القرآنية على عدم تعصب الاسلام ولا تشدقه وافراغ ذلك على من يؤمنوا بكتابه وبكلام الله
فيقول تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
وقد تحدثنا سابقا فى سلسة ضياع المعانى ان البر ليس مقصور فقط على البر المادى
فقد يكون اعلى درجات البر كلمة طيبة
واخر ما اقول لمن لم يقتنع بكلامى يكفيك قول الحق تبارك وتعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )
ولم يتسع المقام لافرد لكم كم من الاحاديث النبوية وكما من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من امثال ابو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم اجمعين وغيرهم مع من استؤمنوا فى اوطانهم من غير المسلمين ولا كيف كانت تلك العلاقات الطيبة بينهم وبعض
ودائما وابدا اقول
دعوتنا اسلامية وسطية حضارية عطائية لا شرقية ولا غربية لا تكفيرية ولا صوفية ولا تبليغية ولا سلفية ولا جهادية ولا إخوانية ولا وهابية ولا شيعية ولا تحزب ولا جماعات
بل كما قال تعالى : ( هو سماكم المسلمين من قبل )