العقل .........!
ومالحب ........ الذي سوف ينسبه احدا في هذه الدنيا ...............اليه !
القلب ............
الغزالي يحل الإشكال ويكشف السر: ..........................................
ولقد استطاع الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505هـ (أي منذ تسعمائة عام ونيف) :
أن يميز بكل وضوح بين هذين المعنيين اللذين يختلطان في أذهان الناس اختلاطا شديدا.
قال الإمام الغزالي في (كتاب عجائب القلب) من موسوعته الفذة «إحياء علوم الدين»: لفظ القلب, وهو يطلق على معنيين: أحدهما اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر, وهو لحم مخصوص (تختلف عضلة القلب من الناحية التشريحية عن العضلات الإرادية المخططة, كما تختلف عن العضلات غير الإرادية الملساء غير المخططة.
وفي باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم أسود (هذا هو تجويف البطين الأيمن الذي يحمل الدم غير المؤكسد فيبدو لونه ضاربا إلى السواد).
«ولسنا نقصد الآن شرح شكله وكيفيته, إذ يتعلق به غرض الأطباء ولا يتعلق به الأغراض الدينية, وهذا القلب موجود للبهائم بل هو موجود للميت ونحن إذا أطلقنا لفظ القلب في هذا الكتاب (أي كتاب إحياء علوم الدين) لم نعن به ذلك, فإنه قطعة لحم لا قدر له, وهو من عالم الملك والشهادة إذ تدركه البهائم بحاسة البصر فضلا عن الآدميين».
ولله در الغزالي ما أدق كلامه وأروعه وأصدقه, فالقلب العضلي موجود لدى البهائم, وهو قطعة لحم وظيفته معروفة ومحدودة بضخ الدم وجريانه في العروق وهو أمر هام في بابه إذ أن توقفه يعني توقف الحياة كلها (إلا في الحالات التي ذكرنا آنفا مثل توقفه فيها أثناء عمليات القلب المفتوح) وهو مع ذلك لا علاقة له واضحة بالعواطف وبالعقائد والأفكار... والمتعلقة بالمعنى الثاني للقلب ......................
الذي يشرحه الإمام الغزالي بقوله:..........................
«والمعنى الثاني: هو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق (لا ندرك كنهه) وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان وهو المدرك العالم العارف من الإنسان وهو المخاطب والمعاقب والمعاتب والمطالب ولها علاقة مع القلب الجسماني, وقد تحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته, فإن تعلقه به أيضا هو تعلق الأعراض بالأجسام والأوصاف بالموصوفات أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة..
ثم يقول: «والمقصود أنا إذا أطلقنا لفظ القلب في هذا الكتاب, أردنا هذه اللطيفة (الربانية) , وغرضنا ذكر أوصافها وأحوالها لا ذكر حقيقتها في ذاتها, وعلم المعاملة يفتقر إلى معرفة أوصافها وأحوالها, ولا يفتقر إلى ذكر حقيقتها»( انظر كلام الغزالي مع شرحه للزبيدي في إتحاف السادة المتقني ح 8/ 368 وما بعدها.).
وحقيقتها القلب المعنوي أو اللطيفة الربانية مرتبطة بمعنى الروح وحققته, وهو سر مغلق قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّي وَمَآ أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} (الإسراء 85 )
أما القلب العضلي فمجال دراسته واسع جدا, وهو كما أسلفنا القول يختلف عن العضلات الهيكلية الإرادية المخططة التي تحرك الجسم والأطراف التي لا تعمل إلا بتنبيه عصبي, فإذا قطع هذا العصب المغذي لها زوت وضمرت وفقدت وظيفتها. كما أنه يختلف عن تلك العضلات الملساء غير الإرادية والموجودة في الجهاز الهضمي...........................
ابتداء من المريء وانتهاء بالمستقيم, والموجودة في الجهاز البولي التناسلي, وجدر جميع الأوعية الدموية, فهي جميعها ملساء غير مخططة وتتأثر بجهاز عصبي لا تتحكم فيه الإرادة, وهو الجهاز العصبي الذاتي بشقيه التعاطفي (الودي) ونظير التعاطفي (اللودي (Sympathatic and Parasympathatic N.S)
^
^
^
......وقد قال ..."عمر الخيام" في رباعياته ........ بترجمة الشاعر : احمد رامي ..... "شاعر الشباب" :
القلبُ قَد أضناهُ عِشق الجمال
والصدرُ قَد ضاقَ بما لا يُقـــــال
يا ربْ هل يُرضيك هذا الظمـــا
والماءُ ينساب أمامـــــــي زُلال
......... وايضا ........... يستمر ...قائلا ..
قلبي في صدري أسيرٌ سجين
تُخجلهُ عشرةُ ماءٍ وطيــــــــــن
وكم جرى عزمي بتحطيمــــــه
فكانَ يَنهاني نداءُ اليقيــــــــــن