مكالمات لم يرد عليها = 150 !
مائة و خمسون ( مكالمة ) لم يرد على أي منها ، لاشك أن هذا الإنسان نائم أو في غير وعيه أو ربما غافل !
كلما سمع النداء تجاهل الصوت ، و كأن هذا النداء لا يوجه له ، فقط يوجه لغيره ! ، و لو نطق النداء لقال له " أنت ؟! " .
تمضي الأيام يوما بعد يوم و تتراكم ( المكالمات ) دون أن يرد على أي منها مع أنه يسمعها جميعا ، إلا أن هذا التراكم ( مسجل ) و سيحاسب عليها ذات ( يوم !) .
مع استمرار التجاهل تتراكم ( المكالمات ) لتبلغ 150( مكالمة ) شهريا ، و بمرور الشهور تصبح في نهاية العام أكثر من 1800 ( مكالمة ) ، أما في قطار السنين تتراكم لتبلغ عددا ( تخيله أو احسبه بنفسك ! ) ، حتى مع تخيل هذا العدد الضخم من ( المكالمات ) يمكن تصور أيضا أنه خلال كل هذه الأيام و السنين لم يستجب و لو لمكالمة واحدة منها ، لا تخاله ميتا .." توجد حياة لمن تنادي ! " لكنه غافل لا يقدرها .
استغراق ( المكالمة ) الواحدة بضع دقائق للرد عليها لا يغير شيئا في اتجاه الاستجابة لها ، و تجاهلها لم يعد شيئا جديدا ، حتى تزايد عددها ليس ضمن الحسابات !
أحيانا يدعي الملل و الفراغ و مع ذلك يبدو دائما و كأنه مشغول ليس لدبه وقت للاستجابة لـ ( مكالمة ) واحدة من هذه ( المكالمات ) ، يستجيب للعديد من المكالمات و النداءات الأخرى ; فهو يمتلك ما يكفي من الذوق و الاتزان حتى لا يتجاهل أحدا يناديه ، إلا أنهما لا يجتمعان مع ( المكالمات ) التي يتجاهلها دائما في مكان و زمان واحد !
يعرف مصدر ( المكالمة ) جيدا ويثق أنها تفيده لا تضره ، لكن الحصول على الفائدة يتطلب الرد على ( المكالمة ) ! ، و يتهاوى الحرص على الفائدة الكبيرة أمام مقابل بسيط و هو مجرد الرد على ( المكالمة ) الذي لا يستغرق بضع دقائق !
أيا كان ما يخطر بباله عندما يسمع ( نداء ) ( المكالمات ) و يقوده إلى عدم الاستجابة لها حتى يصبح الأمر شكلا من أشكال الاستمراء ، فإنه لن يبرئه عند ( محاسبته ) على ما يفعل ، أما عندما يدعوه أحد للاستجابة ( للمكالمات ) فإن كلمة ( نعم ) دون استجابة تصبح الوجه الآخر للاستمراء ، يخاله مجيبه و لكن ( لا حياء لمن تنادي ! ) ....
استجيبوا لنداء آذان الصلوات .